علينا
أن ننظر إلي قانون تنظيم التظاهرات بهدوء بعيدا عن العصبية في ضوء ما تمر به مصر
من صراعا ، القانون من حيث المضمون مطابقا للشروط الدولية واقل قسوة من قوانين
الدول الديمقراطية، وأن الشرطة طبقت نصوص القانون بدون أخطاء عدا الاستثناءات
الفردية وهو تجاوز متعارف عليه بأفعال بشرية ، وما العيب الحقيقي إذن في ثورة شارك
فيها الكثير علي هذا القانون وهو بالفعل ضروري مهم ونادي به الكثيرين ، ثم لما طبق
انقلب عليه بعض من نادي به كيف ؟ هناك أمور يجب التعرض ولها ووضعها معا والتدليل
بظروفها ودوافعها من الواقع الداخلي والخارجي ، لنعرف ان توقيت هذا لقانون مريب
وان كان مطلوبا واقل من شروط قوانين الدول الديموقراطية ويحمي حقوق الإنسان ولا يخالفها
.
1- الحرب
الدولية عبر أجهزة مخابراتها داخل مصر لعودة عملائها للحكم بالتمويل والتخطيط
والتسليح والشائعات
2- الولاء
التام لتنظيم الإخوان وإخلاص أعضائها ومناصريهم لمرشدهم وللتنظيمات الإسلامية الأخرى
علي نفس المنوال
3- مشاركة
بعض الأحزاب المدنية بجبهة الإنقاذ في تحريك الشعب في ما سمي ثورة 25 يونيو 2011 للإخوان
وأحزاب إسلامية بتحالف الشرعية والشريعة لإسقاط نظام مبارك وتقاسم السلطة والمغانم
واستأثر الإخوان بالسلطة وحدهم مما أثار غيظ الآخرين ممن شاركوهم بحركة 25 يناير
4- إهانة
الإخوان وحلفاهم للجيش والشرطة والقضاء والإعلام وشركائهم في عملية 25 يناير
وتهديد الإخوان بحق مصر ان ثار الجيش عليهم وهددوا بعزل قادة الجيش 
5-ضاق
الشعب زرعا بعد ما علم الحقائق لما حدث خلال 25 يناير حتى استيلاء الإخوان علي
السلطة وما ارتكبوه من تفرعن ومذابح ونهب وسلب و أخونة ما سموه بالدولة العميقة
لتصبح دولة إخوانية مبايعة لهم فلا يكون سواهم بالحكم إلا ما شاء الله
6- لما
سبق تكاتفت تلك القوي الجيش و الشرطة والقضاء و ما سمي من الأحزاب المدنية بجبهة
الإنقاذ وجعلوا رئيسها ما سماه البعض أيقونة ما تم في25 يناير وهو البرادعي  وشكلوا من بينهم مجموعة شباب سموا أنفسهم حركة تمرد
ثم دعوا جميع الشعب للخروج يو30 يونيو 2013 ضد مرسي ومكتب الإرشاد لأن العزل لقادة
الجيش رتب مع تركيا بوسط يونيو غير ان الجيش سبق وانزل قواته داخل البلد وخرج
الشعب مؤيدا فكان قلع مرسي وعشيرته يوم  3يوليو
2013
7- تلك
هي الظروف المحطة و وضعت خريطة المستقبل ، ظن البرادعي وغيره أنهم يلاعبون الإخوان بإقصائهم ليتم التفاوض معهم للعودة بشروط كما خطط لـ 25 يونيو باتفاق أمريكي ان يرشح
البرادعي رئيسا ولما  رأت أمريكا أسهم
البرادعي هابطة صمتت ، وظن البرادعي انه يساوم الإخوان للعودة علي ان يدفعوا
قواعدهم لانتخاب البرادعي رئيس في مساومات تتم بعيدا عن الرصد ، وظنا منه انه سيطر
علي الحكومة الانتقالية ، ولما فشل البرادعي بعد انتهاء اعتصامهم برابعة والنهضة  قدم استقالته من الحكومة الانتقالية ، وذهب ليخطط
مع التنظيم العالمي والمخابرات الخارجية لتدمير ثورة 30 يناير .
   وظهرت ووجوه بالرئاسة وأخري بمجلس الوزراء قيل
عنها ما قيل لدفع الشعب إلي الضيق ودفعهم للثورة مرة أخري تعاونا مع التخطيط الخارجي
، والمقصود عودة الإخوان للسلطة و تدمير الجيش والشرطة والقضاء وتنفيذ المخطط
الأمريكي بتقسيم المنطقة ، و منع التعاون المصري الروسي كما حدث منهم بمعاهدة
كوتاهيه بين محمد علي والخليفة العثماني ، وقد أشرت إليها من قبل ان الغرب سيفعل نفس
الأفاعيل لقطع قدم روسيا من المنطقة العربية ، وبالداخل أرسلوا الأموال لشراء بعض
قيادات الشباب ممن شاركوا بكل موكب طلبا للسلطة والمال ،وكان تطور مشاكل أنابيب
البوتاجاز المفتعلة بالسنة السوداء للإخوان تظهر هذا الشهر ثم مظاهرات التخريب
للطلبة والممولة ومنع الحرس الجامعي ، أيدي غير شريفة ما تزال بالشرطة .
  في ظل هذه الظروف وقبل الموعد الذي حددوه للانقلاب
علي ثورة 30 يونيو يوم 25 يناير2014 القادم يصدر هذا القانون أمر يثير الريبة مع
انه مطلوب ، ويصدر الحكم علي الفتيات بعد ان رفض طلب الأمن الوطني بان لا يقدموا
للنيابة ويؤخذ تعهد علي آبائهم للتهدئة ،رفض طلب الأمن الوطني فأخذ القضاء طريقة
وحكم عليهن بـ سنة لمجموعة منهن وستة أشهر لمجموعة أخري ، هذا كله متجمعا فرفع
الأسعار وسجن الفتيات وقتل طالب هندسة القاهرة ولا يعلم من قتله الشرط أم الإخوان
فهم متعود علي القتل، وما نراه يوميا بسيناء وبكل القطر . ليجهزوا لانقلاب 25 يناير
القادم ، بالمال بشراء الراغبين للمال والوعود بالسلطة للراغبين .
ونري
بعض الكتاب يشيعون في الحرب النفسية الضروس التي تعلوا مواجاتها هذه الفترة أن الجيش قد يضيق زرعا 
ويعود لثكناته لتعرضهم لإهانة السفهاء وترك الإخوان وحلفائهم يصارعون مع الأحزاب المدنية ، وأقول لهم لن يحدث هذا ولن يترك
الجيش لتصير مصرمهددة مهما كانت التكلفة غالية ، وسيذهب عمل الخونة هباء منثورا
فائق هيكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق